عماد الدين إبراهيم يوسف:
الجيش يحتفي بعيده رقم (64) والخدمة الوطنية تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة من حماة الوطن(الوثبة الأولى) فكلا المناسبتين ترسمان ملامح وضيئة مشرقة لوجه القوات المسلحة الباسلة والتي ستظل بإذن الله تعالى رمزا للصمود والسؤدد،ويكفي الخدمة الوطنية فخرا أنها تنضوي تحت لوائها المتفرد.
مسيرة حافلة بالعطاء والولاء الوطني المتجرد المتجدد إمتدت لسنوات طوال ظلت تقدم فيها الخدمة الوطنية سفرا من الإنجازات والمشروعات وهي بلا شك عصية على النسيان لمن أراد أن يتذكر أو اراد شكورا…
سيرة عطرة لتلك المؤسسة الرائدة، وهي تعلن نفسها أنها وطنية خالصة تستهدف الإنسان روحيا،وفكريا، وتتجلى روعتها في المجتمع وهي تتنزل خيرا وسندا وأثرا يقتفى…
حماة الوطن تلك التجربة الناجحة الرابحةو التي خلفت عزة السودان في أبهى صورها، وأنضر ملامحها !تتميز بأنها تستهدف الجامعيين،الثانويين،نداء الوطن،التدريب المهني والعاملين في الدولة من الفئة(أ) غير المدربين،فضلا عن كونها ترفد القوات المسلحة بالكادر المؤهل المقتدر من المجندين.
أعجبني خطاب سعادة الفريق أول ركن د.كمال عبد المعروف الماحي-رئيس الأركان المشتركة ،وهو يشرف ويخاطب إحتفال تخريج مجندي حماة الوطن الرابعة بولاية الخرطوم بفرع الرياضة العسكرية بالعمارات،فلقد كان خطابا موفقا مموثقا،جمل وكمل لوحة التخريج الزاهية التي رسمها مجندو حماة الوطن،وفي هذه المساحة أريد أن أتناول بعضا من كلماته الجزلى وقوله المعروف ،حيث قال سيادته في حق الخدمة الوطنية ،أنها تعزز عوامل الثقة في النفس،وهي إكتشاف للذات،وأن فلسفتها تقوم على غرس القيم الوطنية في النفوس،لإنها ولدت عملاقة،وقدمت المجاهدين والشهداء، وخيرا فعلت أن عودتنا على تقديم المبادرات الخلاقة والروح العميقة في بناء الأجيال على قيم الخير والفضيلة والولاء لتراب الوطن…أما حديثه عن المجندين ، قال عبد المعروف: أنهم شموس العزة ورصيد الكرامة،وأنهم حملة مشاعل النور والغد المأمول،فلقد قهروا وهم التردد،وكسروا حاجز المستحيل،فكل ماذهب إليه سعادته عين الحقيقة وسوادها صوابا وواقعا….
نعم إحتشد أبناء حماة الوطن في كل الولايات في معسكرات التدريب من أجل هذه القيم والمعاني، التي طوق بها رئيس الأركان المشتركة جيد الخدمة الوطنية، إلا أنه قال لن يتأتى ذلك كله إلا وفق أسس سليمة ومعافاة من العولمة والإعلام الجديد ! ولا أظنه سيكون محالا! ورسالة المؤسسة هي صياغة وتوفير المورد البشري المحب لوطنه،ورؤيتها تتمثل في إعداد أجيال مشبعة بالقيم.
التحية للقوات المسلحة ولمن خرج من رحمها الولود،ولأركانها المشتركة…هذا ويبقى الوطن في حدقات العيون ،نحميه من الطامع ومن شر الودار.